(وليال عشر ) قسم لو تعلمون عظيم ، أقسم به العظيم على أمرٍ لا أشك أبداً أنه عظيم ، إنها بحق أعظم أيام الدنيا ، أكثرها ربحا ، وأسعدها بالطاعة عمارة ، صدق حبيبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهنّ أحبّ إلى الله من هذه العشر.. ) ، لا عجب إذا قلت لكم إنها خير أيامٍ طلعت عليها الشمس ، لا غرابة أن تكون أفضل أيام الدنيا ، وأثمن ساعات العُمر ، بل هى أغلى 240ساعة في العام .. !!
يوشك أن تشرق شمس هذه الأيام ، وعن قريب سيدخل هلال ذي الحجة لتبدأ ساعة المليون هذه المرة لا ساعة الصفر..ما أكرم الله .. أسميت هذا المقال عشرٌ في عشر (10×10) ، عشر أعمال مهمة ما أحوجنا أن نتمثلها في عشر ذي الحجة :
1- أن نعرف لهذه الأيام حقها ومستحقها ، فالوقت الفاضل ليس في العمل كالوقت المفضول ، كما أن العبادة في المكان الفاضل ليست كغيره .
2- أن نسعى للباقيات الصالحات من الأعمال ، وأن نتخير من الأعمال أجمعها أجراً وأكثرها ذخراً وبِراً ، فالعمل المتعدي كنفع الناس ليس كالعمل اللازم مثل صلاة النافلة .
3- الذكر عمل يسير وأجر كبير ، وهو عمل الوقت : (ليذكروا اسم الله في أيامٍ معلومات ) وفي الخبر : (فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير ).
4- الأعمال القلبية فيها من الأجر ماليس للأعمال الظاهرة البدنية ، فالموفق في هذه العشر من فتح الله عليه في أعمال القلوب كاليقين وحبّ الخير للغير ، وسلامة الصدر على المؤمنين ، ومن عظمت التقوى في قلبه لم يضرّه أن يكون عمله قليلاً : ( ولكن يناله التقوى منكم ) ومن لم يستطع أن يحج ببدنه فلا أقلّ من أن يحجّ بقلبه و : ( نية المؤمن خير من عمله ) .
5- الحجّ فرصة عظيمة لحصول المغفرة ، والتزود من الأجر ، لذا أرى أن التفريط فيه من القادر لغير داعٍ خسران وأي خسران ، (تابعوا بين الحج والعمرة ) .
6- خدمة الحجيج شرف وعبادة وأي عبادة ، اختصّ الله بها إنسان هذه المنطقة وخصه بها ، كلٌّ في بحسه وفي ميدانه ، عملٌ التفت إليه عرب الجاهلية وغفل عنه كثير من المسلمين .. هو عمل هذا الوقت وهذه البقعة فالله الله فيه بذلاً وضيافةً وإطعاماً ، وحسبنا أنّ الضيف ضيف الله ومكرم ضيف الكريم قد عامل الكريم ولا شك .
7- الصلاة خير موضوع ، والأمر بها قديم : ( فصل لربك ) وتناقل الأمر الأنبياء : ( وكان يأمر أهله بالصلاة ) والوصية بها كانت من المولى العلي للنبي والولي : ( وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً ) ، ( كلاّ لا تطعه واسجد واقترب ) ، فلابد أن تكون ساعات العشر عامرة بتمريغ الجباه ، والانتقال بين أركان الصلاة .
8- الأعمال لا يستعان عليها إلاّ بالله : ( وإياك نستعين ) ، وقبولها يفتقر إلى سوأل المولى ذلك : ( ربنا تقبّل منّا إنك أنت السميع العليم ) ، وفي الأزمان الشريفة يحسن أن يجتهد العبد في الدعاء رجاء الإجابة من جهة ، ولكون الدعاء عبادة من جهة أخرى : (وقال ربكم ادعوني ) .
9- خير ما يتقرّب به في هذه العشر بعد الحج ، الذبح وإراقة الدماء : ( وانحر ) وصيام عرفة لغير الحج .
10- التوبة وظيفة العمر : ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ، بها نبدأ العشر ، وبها نختم العشر .